الاسكندرية :سعيد سليم
متحف خمساوى العتيق يخفى بين
حوائطه وجدرانه تاريخ مصرمنذ القدم وحتى الحداثه
من داخل متحف رافت أحمد الخمساوى الباحث السكندرى النشأه و الشغوف والمهتم بكل بتاريخ
مصر وتحديدا الاسكندرية ويعمل فى الاصل
على توثيق هذا التاريخ خمساوى هو الاسم
الخامس لرافت ولكنه الاول فى الشهرة فلو قلت لأى سكندرى محب للفن أو التراث أو
القديم من الطوابع أو العملات المصرية والعربية أو الطوابع البريديه والكروت
الفنية لقال لك عليك بالذهاب الى الخمساوى وأن ذهبت اليه فى متحفه فقل أو صومعته
فقل أو معرضه فقل أو متحفة فقل ماتشاء فالانسان حينما يذهب الى حديقة غناء مملوئه
بالازهار والاشجار النادرة لوقفنا نشاهد الاشجار وتشم الازهار ونستمع الى البلابل
والعصافير التى تتغنى وتشدوا بأعزب الاصوات ونفس الموقف نراه ونحسه ونشمه ونسمعة
بصومعة الخمساوى فحينما تصل الى المكان تشم من اول دخولك رائحة التاريخ القديم
الجميل والحديث الرائع من كمية الكتب التى تقع مباشرة على يمينك ويسارك وأمامك كتب
هى فى الاصل من أمهات الكتب فى كل ما يخطر او لايخطر على بالك أما زقزقة العصافير
والبلابل التى نسمعها بالحدائق نسمعها بمتحف الخمساوى من الجرامافون القديم العتيق
وانت تسمع انا هويت من سيد درويش أبن الاسكندرية الرائع فى أحد طقاطيقة الجميلة أو
عبد الوهاب فى أروع ماغنى فى حياتة أو أم كلثوم تشدوا بأروع ماتسمع الاذن أو محمد
قنديل وهو يشدوا بأحلى ما غنى من أغانى الزمن الجميل هل من يفتكر الان أغنية إن شاء الله ما أعدمك أو حليم الذى غنى للثورتين الاولى التى
حضرها فى 54 والتى لم يحضرها ولكن تحضرها أغانيه فى 2012 يالها من روعة الجمال
والخيال والحقيقة فى نفس الوقت فأنت عند الخمساوى تعيش الخيال الممزوج بالحقيقة من
داخل حديقة الثقافة .
بمتحف
الخمساوى ترى مايبهرك من مراحل رحلة المحمل الشريف أو هودج المحمل وهو الخاص بنقل
كسوة الكعبة المشرفة التى كانت تجهز فى السابق بمصر وتنقل الى الاراضى الحجازية فى
موسم الحج بصحبة قوافل الحجيج وتحديدا من الاسكندرية فى الحقبة التاريخية التى
تزيد على المائتى عام والتى كانت تتولى فيها الحكومات المصرية المتعاقبة
الاهتمام بصناعة كسوة الكعبة المشرفة وإهدائها إلىحكومة المملكة السعودية
مع بعض من هدايا وأطعمة لـحجاج بيت الله الحرام المصريين والعرب من ضيوف التكية
المصرية سابقا بـمكة المكرمة
وهى التكية التى أنشأها والى مصر محمد على الكبير عقب فتحه مكة وانتصاره على
الوهابيين لكى تكون مأوى لأهالى الجنود الحجازيين الذين قتلوا أثناء
حربهم معهم
أما أزهار حديقة الخمساوى فهى مجموعة الصور القديمة لكل من الملكين
فاروق ووالده فؤاد الأول ومعظم صور الاسرة التى كانت مالكة لمصر أثناء فترة الزمن الجميل العتيق
السابق
رأفت الخمساوى الذى أدلى لنا بأدق أسرار متحفة أو صومعته هو أحد أقدم وأشهر جامعى التحف والوثائق فى
الإسكندرية وهى الهواية التى قال عنها إنه توارثها من أفراد أسرته التى هوت جمع
طوابع البريد من الخطابات التى ترسل إليها وتحتفظ بها بعد إزالتها من على الأظرف
إما بطريقة البخار أو قطعها للاحتفاظ بها خاصة إن كانت معبرة عن حدث أو مناسبة
تاريخية.
يحتوى المتحف الخاص بالخمساوى على مجموعة نادرة للملك فاروق ونتيجة
خاصة أهداها الملك عبدالعزيز آل سعود للملك عام 1946 بمناسبة إرسال فاروق يخت
المحروسة إلى المملكة السعودية للإتيان بالملك عبدالعزيز لمصر على متنها بالإضافة إلى صورة للملك فؤاد مطبوعة فى
إنجلترا وعليها ختم بارز يؤكد أنها نسخة أصلية منذ عام 1930، وتحمل توقيع الملك
بالإضافة إلى صورة للملك فاروق أثناء خروجه من مصر عام 1951 بجوار الملكة ناريمان.
أما أرشيف المجلات والصحف
القديمة التى امتلأ بها المكان فحدث ولا حرج فمنها الأعداد الأولى لجريدة الأهرام
منذ عام 1880 حتى اليوم وتشمل صحفاً آرمينية وفرنسية وإيطالية منذ عهد محمد على
باشا حتى وقتنا هذا وبها أعداد نادرة تحوى أخبار الأسرة الحاكمة وقصة الخروج من
مصر بالإضافة إلى الأعداد الصادرة من الصحف الموجودة فى هذا الوقت التى نقلت خبر
وفاة الملك فؤاد ونسخ من الصحف المصرية
التى أعلنت نبأ قيام الثورة وإلغاء الألقاب.
أما ركن المقتنيات النادرة شملت مجموعة من الجرامافونات القديمة منها
ما يعمل يدوياً وما يعمل بالكهرباء بالإضافة إلى عدد من الأسطوانات القديمة لمنيرة
المهدية وأم كلثوم ولها أسطوانة تحمل أغنية نادرة جدا بعنوان قال حلف ميكلمنيش وهى
من الروائع الخاصة بالخمساوى وأسطوانات لسيد درويش وبديعة مصابنى والعديد من
المطربين القدماء.
وأكد لنا الخمساوى إنه يمتلك مجموعة من الطوابع النادرة التى جمعها
ووصل عمر بعضها إلى عام 1900 وإنها تمثل وثيقة مكتوبة ومصورة لوضع الدولة عند
إصدار الطابع لأن الدولة السيادية هى التى أصدرتها فهى بمثابة سفير لدولتها.
وأوضح ان بعض الطوابع تحكى قصة قيام الثورة أو مؤتمرات دولية انعقدت
فى مصر فى جامعة فؤاد الأول أو قصة زواج الملك فاروق أو تحكى قصص شخصيات تاريخية
وأدبية وثقافية لها طابع تذكارى يتم تصميمها على ورق كلك
كبير وتتم الموافقة عليها بقرار
وزارى
وأفادنا الخمساوى أنه بدأ هذه الهواية منذ 10سنوات بشكل محدود بين
الأقارب ويحاول كهاو جمع معلومات عن أى شىء فى تاريخ مصر والكتب والطبعات النادرة
والقديمة وعندما ازدادت هذه المقتنيات قام بعمل كشاف دورى للمجلات والإصدارات
الحديثة سواء للمجلات الموجودة حالياً أو التى نشأت قبل ميلاده
وقال بدأت بعد جمع الطوابع فى تبادلها مع التجار ومن يمتلكونها
وأتعرف عليهم وأشترى القطع النادرة حتى اشتركت فى جمعية هواة طوابع البريد فى
الإسكندرية ومن هنا بدأت أعرف نوع الطوابع التى لها قيمة وكيفية الإمساك واللغة
المتداولة بين جامعيها والتفريق بين الطابع المستعمل أو الخام
وأكد ان أغلب الطوابع تم الحصول عليها من الخواجات وأفراد الجاليات
الأجنبية فى مصر والإسكندرية الذين توارثوها عبر الأجيال حتى باعها الورثة وحصل
عليها التجار وأشار إلى أن الهواية الآن ليست موجودة بشكل كبير وهو ما تحاول جميعة
هواة جمع الطوابع تنميتها خاصة أن بعض جامعى الطوابع أهملوا هذه الهواية
وأكد أنه رغم بداية هوايته بجمع الطوابع والوثائق بإنه يملك العديد
من الإعداد الأولى من الصحف المصرية وبعض الصحف العربية منها الأعداد الأولى لصحف
الأهرام والأخبار والجمهورية والمصرى وجريدة البعكوكة الساخرة وجريدة المقطم
وجريدة المؤيد والوفد وغيرها من الصحف ما دفعه إلى تكوين أرشيف لهذه الأعداد التى
تحكى تاريخ الصحافة المصرية خاصة أن بها أعداداً تتحدث عن قيام الثورة وأخرى ترصد
الثورة العرابية بالصور وافتتاح قناة السويس وتأميمها وحرب عام 1948 وقصة خروج
الملك فاروق من مصر وإعلان الجمهورية وإلغاء الملكية
ومن الصحف القديمة جريدة صوت الأمة بعددها رقم 847 ونسخة نادرة من صحيفة الشعب عام 1956 إحدى الصحف القديمة والنادرة التى يقتنيها الخمساوى عدد جريدة الأهرام رقم 19165 فى 20 يناير 1938 الذى خصص صفحته الأولى كاملة بمناسبة زواج الملك فاروق بالملكة فريدة وعالجتها فى تصميم الصفحة الأولى برسم التاج الملكى باللون الأحمر وتتوسطه دائرة بها صورة الملك والملكة وكتبت تحتها الزواج الملكى السعيد لصاحب الجلالة الملك فاورق والملكة فريدة
ومن الصحف القديمة جريدة صوت الأمة بعددها رقم 847 ونسخة نادرة من صحيفة الشعب عام 1956 إحدى الصحف القديمة والنادرة التى يقتنيها الخمساوى عدد جريدة الأهرام رقم 19165 فى 20 يناير 1938 الذى خصص صفحته الأولى كاملة بمناسبة زواج الملك فاروق بالملكة فريدة وعالجتها فى تصميم الصفحة الأولى برسم التاج الملكى باللون الأحمر وتتوسطه دائرة بها صورة الملك والملكة وكتبت تحتها الزواج الملكى السعيد لصاحب الجلالة الملك فاورق والملكة فريدة
ولم تكن هذه الصحف هى الوحيدة التى يقتنيها والتى تحكى قصصاً واقعية كما صورتها الصحافة من التاريخ المصرى ومنها تأميم قناة السويس وهزيمة عام 1967 وانتصار أكتوبر عام 1973 وجلاء الإنجليز عن مصر ومن أهم المقتنيات التى يملكها الخمساوى ما يقرب من 48 صورة نادرة تحكى قصة محاكمة أحمد عرابى وتدمير مدينة الإسكندرية بمدافع الأسطول الإنجليزى عام 1882 أثناء دخوله لمصر وأظهرت الصور كيف أطلق الأسطول الإنجليزى الذى انتشر فى عرض البحر مدافعه العشوائية التى صوبها تجاه المدينة التى تحولت أحياؤها إلى خراب ودمار بعد ساعات قليلة من الهجوم بعد أن كان ينعم أهلها بالهدوء إلا أن المدافع حولت البيوت إلى أكوام من ركام وغبار وبدأ أهالى البيوت المنهارة فى رفع ما تبقى لهم منها ومن أهم المقتنيات الأكثر ندرة والتى يصعب الحصول عليها كما يقول هى الوثائق المكتوبة النادرة والأعداد القديمة من مجلة التنكيت والتبكيت ومجلة العفريت الساخرة والنياشين والأوسمة وقوائم الأطعمة القديمة لأن الندرة فى هذه الحالة هى المحدد لقيمة الوثيقة أو المجلة وليس العمر الزمنى ولكن جودة الصناعة والخامات النادرة المتميزة هى التى تحدد القيمة لأن عصر ما قبل الثورة كان بمثابة عصر احترام الصناعة نتيجة الخليط الموجود فى الشعب المصرى من مختلف الأجناس بشكل أدى إلى خلق حالة من النظام فى كل شىء وأثر فى الصناعة والشخصية المصرية عكس الوضع الحالى.
يزيدنى كل الشرف اننى انتمى الى عائلة ال خمساوى بنجع حمادى
ردحذف